السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منذ زمن لم أتواصل معكم كما كان التواصل سابقًا ، العام الماضي كان أقل عام لي بالمشاركة معكم في هذا الصرح الشامخ "شبكة الزعيم" ، وذلك لظروف الدراسة التي منعتني كثيرًا من لقياكم والاستمتاع بآرائكم ، خاصة وأن كل موسم يحمل معه العديد من الأمور الجديد والمثيرة في عالم الساحرة المستديرة ..
ولذا فقد قررت أن أعود إلى نشاطي السابق بقوة ، وأقدم لكم هذا الموضوع اعتذارًا عن قلة مشاركتي وخاصة أعتذر لرابطتي العزيزة "رابطة عشاق تشيلسي" ..
موضوعي يتحدث عن أفضل من أنجبتهم ملاعب كرة القدم ، يختلف الناس كثيرًا في موضوع كهذا ، فهو موضوع متشعب ، الناس قد تغلب عليها العاطفة في الحديث عن هذا الأمر ، بينما البعض يفضل الرجوع إلى التاريخ ويستند إلى ما وثق في سجلات "فيفا" FIFA ليكتشف هذا الأمر ، وفي الحقيقة هذا ما قمت به ..
بدأت إقامة بطولات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1930 - قبل 79 سنة - وخلال هذه الفترة أقيمت 18 بطولة ، وكان لكل بطولة فارس لفت الانتباه واستحق بجدارة أن يحصل على لقب أفضل لاعب في تلك البطولة ، ومن هذا المنطلق فقد استخرجت 18 لاعبًا كانوا هم فرسان تلك البطولات وصنفتهم كـ "أفضل من أنجبتهم ملاعب كرة القدم" ..
وسنبدأ الآن بسرد قصص هؤلاء الفرسان ..
عـ 1930 ـام .. [ جوزيه ناسازي - الأوروغواي ]
ولد جوزيه ناسازي في 24 مايو 1901 ، وكان لاعبًا في مركز المدافع الأيمن في منتخب الأوروغواي المتوج بأول بطولة لكأس العالم عام 1930 ، يعتبر الأوروغوانيون "جوزيه ناسازي" أفضل من لعب كرة القدم في تاريخ الأوروغواي ، كما كانوا يلقبونه بـ "المارشال العظيم" أو "المحارب العظيم" ، قبل بطولة كأس العالم فاز بذهبيتي الألعاب الأولمبية أعوام 1924 و 1928 ، كما فاز مع منتخب بلاده بلقب "كوبا أميركا" أعوام 1923 و 1924 و 1926.
وصلت الأوروغواي لنهائي كأس العالم 1930 بعد إقصائها للمنتخب اليوغسلافي في الدور نصف النهائي بنتيجة 6 - 1 ، وتأهلت لملاقاة الأرجنتين الطرف الثاني في ذلك النهائي ، الشوط الأول انتهى بتقدم الأرجنتين 2 - 1 ، بعدها حث جوزيه زملاؤه بضرورة الفوز وبث فيهم الحماس فانتهت المباراة بفوز الأوروغواي 4 - 2 ، وأصبح جوزيه ناسازي بذلك أول كابتن يقود منتخب بلاده بالفوز بكأس العالم.
لم تشارك الأوروغواي في كأس العالم 1934 وبالتالي لم تحافظ على لقبها ، ولكنها وبقيادة ناسازي عادت في عام 1935 لتفوز ببطولة "كوبا أميركا" مرة أخرى ، قبل أن يعتزل جوزيه ناسازي كرة القدم عام 1937.
لعب جوزيه ناسازي مع منتخب الأوروغواي من عام 1923 حتى عام 1937 ، وقد لعب 51 مباراة في تلك الفترة.
عـ 1934 ـام .. [ جوزيبي مياتزا - إيطاليا ]
ولد جوزيبي مياتزا في 23 أغسطس 1910 في مدينة ميلانو ، وكان لاعبًا في منطقة الهجوم في المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم في عام 1934 وعام 1938 ، ويعتبره الإيطاليون أحد أفضل اللاعبين الذين مروا في تاريخ كرة القدم الإيطالية - إن لم يكن الأفضل - بالإضافة إلى كونه أفضل مهاجم إيطالي في التاريخ.
بدأ حياته الكروية في الـ 13 من عمره ، فقد استقبله نادي إنتر ميلان بعد أن رفضه مسؤولو نادي إي سي ميلان لأنهم اعتقدوا أنه نحيل جدًا ولا يصلح للعب كرة القدم ، في أول موسم له في الدوري الإيطالي - والذي كان مقسمًا إلى دوريين - أحرز جوزيبي 38 هدفًا خلال 29 مباراة وكان ما يزال في سن الـ 18 ، بينما في الموسم التالي والذي كان أول موسم لـ "السيريا A" عام 1929 - 1930 ، فقد أحرز جوزيبي 31 هدفًا ، وفي ذات الموسم تقابل إنتر ميلان مع روما للمرة الأولى في تاريخ الفريقين ، وفاز إنتر ميلان بنتيجة 6 - 0 ، أحرز مياتزا منها 4 أهداف ، أول 3 أهداف له كانت في ظرف 3 دقائق.
لعب لإنتر ميلان منذ عام 1927 إلى عام 1940 ، وشارك في تلك الفترة في 361 مباراة ، أحرز خلالها 243 هدف (الأرقام تكاد تكون هي الأقرب) ، وبعدها تنقل بين أعدة أندية إيطالية أبرزها إي سي ميلان ويوفنتوس ، ولكن عاد إلى إنتر ميلان مرة أخرى واعتزل بألوانه عام 1947.
كانت له طريقة مميزة بتسجيل الأهداف ، وهي أن يستلم الكرة من خط المنتصف ويراوغ كل من يعترض طريقه من مدافعي الخصم إلى أن يواجه حارس المرمى فيدعوه إلى أن يهاجمه كما يهاجم الثور صائده ، ثم يقوم مياتزا بحركة تمويه للحارس بأنه سيسدد الكرة فينحني الحارس ثم بسهولة يتجاوزه جوزيبي ليحرز الهدف ، في المباريات التي كانت في ملعب الخصم كان المدافعون يضربون جوزيبي ويحاولون إيقافه بشتى الطرق خشية أن يذلهم بمراوغته لهم ، وقد أصبحت الجماهير الإيطالية بعد ذلك تطلق لقب "هدف على طريقة مياتزا" عندما يريدون أن يصفوا هدفًا به الكثير من المراوغة والمهارة.
في موسم 1933 ، تراهن مياتزا مع حارس يوفنتوس وقائد المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 1934 غيامبييرو كومبي ، فقد قال كومبي بأنه لا أحد ولا حتى مياتزا يستطيع أن يتجاوزه ليحرز عليه هدفًا ، مياتزا قبل التحدي ، وفي تدريبات المنتخب الإيطالي أحرز جوزيبي هدفًا مقصيًا رائعًا في مرمى كومبي ، فتحداه كومبي بأن يفعل ذلك في مباراة رسمية ، المباراة المقبلة التي جمعت إنتر ميلان ويوفنتوس أحرز خلالها مياتزا هدفين ، الأول كان مطابقًا للهدف المقصي الذي أحرزه في التدريبات ، والهدف الثاني كان بطريقته التي راوغ بها كل المدافعين قبل أن يواجه كومبي فموه له بالتسديد فتخطاه وأحرز الهدف ، كومبي نهض بعد الهدف وصافح مياتزا.
مسيرته مع المنتخب الإيطالي في كأس العالم 1934 كانت مميزة ، فقد شارك جوزيبي في جميع مباريات تلك البطولة ، في أول مباراة ضد المنتخب الأميركي فازت إيطاليا 7 - 1 ، وقد أحرز جوزيبي الهدف السابع لإيطاليا في تلك المباراة ، في المباراة التالية ضد المنتخب الإسباني تعادل المنتخب الإيطالي بهدف من ضربة حرة تسبب بها مياتزا ، المباراة انتهت بالتعادل في الأشواط الأصلية والإضافية وتوجب إعادتها في اليوم التالي لحسم المتأهل ، في اليوم التالي فازت إيطاليا بهدف وحيد أحرزه جوزيبي مياتزا بنفسه ، تأهلت إيطاليا لنصف النهائي وقابلت المنتخب النمساوي ، قبل بضع ساعات من المباراة هطلت أمطار غزيرة في ملعب السان سيرو الذي احتضن اللقاء مما حوله إلى ما يشبه المستنقع ، ولكن مياتزا الذي يعرف هذا الملعب أكثر من أي أحد آخر قدم أداء مميزًا وصنع الهدف الوحيد لمنتخب بلاده لتضع إيطاليا أقدامها في النهائي.
في المباراة النهائية ضد منتخب تشيكوسلوفاكيا كان يلعب مياتزا وهو يعاني من إصابته في المباراة السابقة ، وفي الدقيقة 54 تعرض لإصابة قوية من قبل اللاعب رودولف كركيل ، ولكن جوزيبي رد الضربة إليه ، لحسن الحظ الحكم لم يتخذ أي قرار تجاه ذلك ، انتهت الأشواط الأصلية بالتعادل الإيجابي 1 - 1 ، مدافعو المنتخب التشيكوسلوفاكي تركوا مياتزا وحيدًا يعاني من إصابته دون رقابة ، ولكنه عاقبهم على ذلك ، ففي الدقيقة 96 استلم الكرة على الطرف الأيمن وأرسل كرة عرضية شتت بها دفاع الخصم وصلت إلى غويتا الذي بدوره مررها إلى شيافيو الذي سددها في الشباك معلنًا الهدف الثاني للمنتخب الإيطالي في المباراة ، وبذلك فاز المنتخب الإيطالي بكأس العالم 1934.
في كأس العالم 1938 ، كان مياتزا هو قائد المنتخب الإيطالي ، فازت إيطاليا في المباراة الأولى ضد المنتخب النرويجي بهدفين مقابل هدف ، المباراة التالية كانت ضد المنتخب الفرنسي مستضيف البطولة وفازت إيطاليا بنتيجة 3 - 1 ، في نصف النهائي تقابل المنتخب الإيطالي مع المنتخب البرازيلي تقدمت إيطاليا بهدف ، ثم تحصلت على ضربة جزاء عندما عرقل المدافع البرازيلي دا غويا اللاعب الإيطالي سيلفيو بيولا ، الحارس البرازيلي والتر في ذلك الوقت كان مشهورًا بصد ركلات الجزاء وكان واثقًا بصد تلك الركلة ، تقدم جوزيبي مياتزا لتسديد الكرة بدون تردد ، ولكن قبل أن يسدد الكرة سقط الشورت الخاص به بعد أن انقطع المطاط بداخله في منظر محرج ، ولكن مياتزا أمسك الشورت بيده وسدد الكرة في الوقت الذي كان والتر يضحك فيه ولم يكن مستعدًا للتصدي للكرة ، فرحة زملائه بالهدف كانت بأن حاصروه حتى استلم شورتًا جديدًا ، انتهت المباراة بنتيجة 2 - 1 للمنتخب الإيطالي ليصل إلى ثاني نهائي كأس عالم له على التوالي ، في المباراة النهائية تقابلت إيطاليا مع المنتخب المجري ، وفي تلك المباراة فازت إيطاليا بنتيجة 4 - 2 ، ثلاثة من الأهداف الأربعة صنعها مياتزا بنفسه.
لعب مياتزا في مسيرته الدولية 53 مباراة ، خسر في 6 مباريات فقط وأحرز 33 هدف ، كما أنه كان من القلائل في ذلك الوقت الذين فازوا بكأس العالم مرتين متتاليتين ، كما أنه من القلائل في أوروبا الذين فازوا بكأس العالم مرتين متتاليتين حتى الآن ، تحول بعد مسيرته الكروية إلى عالم التدريب ، فقد درب عدة فرق إيطالية أبرزها إنتر ميلان في 3 فترات ، بالإضافة إلى تدريبه المنتخب الإيطالي لموسم وحيد.
عـ 1938 ـام .. [ ليونيداس دا سيلفا - البرازيل ]
ولد ليونيداس دا سيلفا في 6 سبتمبر 1913 في مدينة ريو دي جانيرو ، وكان لاعب كرة قدم برازيلي مهاجم ثم اتجه إلى التعليق بعد ذلك ، لعب مع المنتخب البرازيلي في بطولتين لكأس العالم ، كما أحرز لقب الهداف في كأس العالم 1938.
كان يلقب ليونيداس بـ "الماسة السوداء" كما لقب بـ "الرجل المطاطي" لمرونته البدنية العالية ، وعُرِف عنه أنه رائد التسديدات المقصية.
بدأ حياته الكروية عام 1929 مع فريق ساو كريستوفاو ، وفي عام 1931 انتقل إلى فريق بونسوكيسو ، ثم انتقل عام 1933 إلى نادي بينارول في الأورغواي ، في العام التالي عاد إلى البرازيل مع فريق فاسكو دي غاما وأحرز معهم بطولة ولاية ريو ، بعد مشاركته في كأس العالم 1934 انتقل ليونيداس إلى نادي بوتافوغو ، وأحرز معهم أيضًا بطولة ولاية ريو ، في عام 1935 إنتقل إلى نادي فلامنغو والذي مكث فيه حتى عام 1941 ، وفي عام 1939 فاز مرة أخرى ببطولة ولاية ريو ، كما أنه حارب التحيز وكان من قلائل اللاعبين سود البشرة الذين ينضمون إلى تشكيلة فلامنغو في ذلك الوقت ، وفي عام 1942 انتقل ليونيداس إلى ساو باولو ومكث فيه حتى اعتزاله كرة القدم في عام 1950.
لعب ليونيداس 19 مباراة مع المنتخب البرازيلي أحرز خلالها 21 هدفًا ، فقد أحرز هدفين في أول مباراة له بقميص بلاده ، وفي عام 1938 حقق ليونيداس لقب هداف بطولة كأس العالم بإحرازه لـ 7 أهداف ، أحرز 3 منها في المباراة التي جمعت المنتخب البرازيلي ببولندا وانتهت بفوز البرازيل 6 - 5 في الأشواط الإضافية ، المدرب البرازيلي في ذلك الوقت أديمار بيمينتا قرر إراحة ليونيداس في مباراة نصف النهائي ضد المنتخب الإيطالي ، الإيطاليون فازوا في تلك المباراة بنتيجة 2 - 1.
انضم ليونيداس إلى ساو باولو كمدرب في عام 1953 ، ولكنه ترك كرة القدم بعد ذلك ليصبح معلقًا في الإذاعة (الراديو) ، وبعدها امتلك متجرًا للمفروشات في ساو باولو ، توفي ليونيداس في عام 2004 في كوتيا ، ساو باولو ، وذلك بسبب مشاكل صحية كان يعاني منها نتيجة إصابته بمرض الزهايمر الذي كان يعاني منه منذ عام 1974 ، إنه مدفون الآن في أحد المقابر في ساو باولو.
من الأمور الغريبة عن ليونيداس أنه كان يلعب بعض المباريات حافي القدمين ، وهذا مكنه من إحراز عدد من الأهداف من مسافات بعيدة.
السبت أكتوبر 17, 2009 1:13 am
